واشنطن: محمد علي صالح
قال مصدر في الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن «قرارات هامة عن السودان» سوف تعلن «قريبا»، إشارة إلى إعلان النتائج النهائية في استفتاء جنوب السودان في الأسبوع الماضي. وفي نفس الوقت، حذرت الخارجية من «طرد» الجنوبيين في الشمال أو طرد الشماليين في الجنوب. وقالت الخارجية: «لا بد من التوصل إلى اتفاق حول المواطنة بما يعكس المعايير الدولية، التي تمنع نزع مواطنة أي شخص بصورة تعسفية، أو طرد أي مواطن بصورة تعسفية».
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن نائب وزيرة الخارجية الأميركي، جيمس شتاينبرغ، يزور السودان الآن، و«ينقل إلى المسؤولين السودانيين تفاصيل القرارات المتوقع إعلانها قريبا». وقال: «نحن اطلعنا على أخبار عن نتائج الاستفتاء في جنوب السودان (التي تؤيد الانفصال بنسبة 99%). نحن في انتظار الخطوة الأخيرة في قانون الاستفتاء، وهي التصديق الرسمي على النتيجة».
وقال المصدر إن نائب الوزيرة سيعود إلى واشنطن خلال الأيام القليلة القادمة، وسيقابل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، وينقل لها نتائج اتصالاته مع المسؤولين السودانيين.
وتحاشى المصدر الحديث عن رفع العقوبات عن السودان التي أعلنت خلال عهدي الرئيسين السابقين كلينتون وبوش الابن، وكانت عن اتهام حكومة السودان بدعم الإرهاب، والإبادة الجماعية في دارفور. وقال إن هذه عقوبات وضعها الكونغرس، ولا بد من موافقة الكونغرس على تعديلها، و«هذه عملية تشريعية تنفيذية تحتاج إلى وقت طويل».
لكن، قال المصدر إن وزيرة الخارجية، من دون كسب موافقة الكونغرس، تقدر على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب لأنها هي، حسب القانون، تضع الدول في القائمة أو تحذفها، مع إبلاغ الكونغرس كموضوع إجرائي. وأيضا، تقدر وزيرة الخارجية على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع السودان.
وأشار المصدر إلى زيارة وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، إلى واشنطن في الأسبوع الماضي. وقال: «كانت أول زيارة رسمية لوزير خارجية سوداني لواشنطن منذ فترة طويلة. وهذا، في رأينا، تطور في حد ذاته».
وأشار إلى اجتماع وزيرة الخارجية مع كرتي، وإلى تصريحات الوزيرة بعد المقابلة قالت فيها إن حكومة السودان برهنت «على صدقها في العمل لتطبيق اتفاقية السلام في السودان».
ووصف أمس فيليب كراولي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، اجتماعات نائب الوزيرة في الخرطوم بأنها كانت «مثمرة». وأن جوني كارسون، مساعد الوزيرة للشؤون الأفريقية، انضم إلى الوفد الأميركي. وأيضا، المبعوث الخاص للرئيس أوباما، سكوت غريشون. وقال إن غريشن سيزور ميناء بور سودان ودارفور.
وقال المتحدث باسم الخارجية: «نحن ندرك أن الاستفتاء ليس هو الفصل الأخير في تنفيذ اتفاق السلام الشامل. بين الآن ويوليو (تموز)، يجب على الأطراف إعداد الأساس للتنفيذ السلمي لنتائج الاستفتاء».
وأضاف: «يجب عليهم حل القضايا الرئيسية، بما في ذلك وضع منطقة أبيي، واستعادة غيرها من المناطق الحدودية المتنازع عليها، وإجراء مشاورات شعبية في الوقت المناسب وذات مغزى في النيل الأزرق وجنوب كردفان. والتوصل إلى اتفاق حول المواطنة، يعكس المعايير الدولية التي تمنع طرد أي شخص بصورة تعسفية، ونزع المواطنة من أي شخص بصورة تعسفية».
وكان نائب الوزيرة، شتاينبرغ، زار أديس أبابا على رأس الوفد الأميركي إلى مؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي، وعقد سلسلة اجتماعات مع رؤساء الكثير من وفود الدول الأفريقية.
الشرق الاوسط