حكومة جنوب السودان تعلن التاسع من يوليو يوما للاستقلال.. وتعد لاحتفالات ضخمة
Feb 19, 2011, 06:39
سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com
ارسل الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع
Share
حكومة جنوب السودان تعلن التاسع من يوليو يوما للاستقلال.. وتعد لاحتفالات ضخمة
الخرطوم تطلب من جوبا تخصيص أرض لإقامة سفارتها
سودانيات يصفقن أمس لسوداني وسودانية من دارفور يقومان بتأدية رقصة فولكلورية في افتتاح مؤتملر الوفود الدولية لحل مشكلة دارفور في منطقة نيالا بشمال البلاد (أ.ف.ب)
لندن: مصطفى سري
أعلنت حكومة جنوب السودان عن تشكيل لجنة وزارية عليا للتحضير لاحتفالاتها بيوم إعلان الدولة الجديدة في التاسع من يوليو (تموز) القادم، واعتبرته يوم استقلالها، وكشفت عن أنها سترسل اسم الدولة الجديدة (السودان الجنوبي) إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية الأخرى فور إجازته من المجلس التشريعي (البرلمان) قبل التاسع من يوليو القادم.
وتوقعت أن يحضر احتفالات إعلان الدولة الجديدة عدد من رؤساء مختلف دول العالم، خاصة التي أسهمت ووقعت كشاهدة على اتفاقية السلام الشامل في يناير (كانون الثاني) من عام 2005، التي أنهت أطول حرب أهلية في أفريقيا، وتوجت باستفتاء لشعب الجنوب اختاروا فيه الانفصال عن الشمال، في وقت حذرت فيه الحركة الشعبية في جنوب كردفان من حشود تقوم بها الخرطوم، وقالت إنها لا تريد أن تصبح المنطقة مسرحا لحرب جديدة.
وقال وزير الإعلام المتحدث باسم حكومة الجنوب الدكتور برنابا ماريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط»، إن المكتب السياسي للحركة الشعبية أجاز اسم «السودان الجنوبي» (South Sudan)، كاسم للدولة الجديدة، ويمكن أن يترجم مثل «كوريا الجنوبية»، معتبرا أن اسم جنوب السودان الذي نشرته بعض وكالات الأنباء مؤخرا هو ترجمة خاطئة، ويدل على مكان جغرافي، ولا يعبر عن دولة. وأضاف أن اسم الدولة الجديدة سيطرح أمام البرلمان لإجازته بشكل نهائي، وقال «سنرسل اسم الدولة الجديدة (السودان الجنوبي) إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية لتوزيعه على الدول الأعضاء، بعد أن يجيزه البرلمان قبل التاسع من يوليو القادم»، ولم يستبعد أن يتم تغيير اسم الدولة في المستقبل إذا رأى شعب الجنوب ذلك، وتابع «لقد تغير اسم دولة الكونغو الديمقراطية عدة مرات من اسم دولة زائير إلى الكونغو، ومن ثم الكونغو الديمقراطية»، وقال إن مؤسسات الحكم المختلفة من الشرطة والجيش والخدمة المدنية لن يتم فيها أي تغيير، وإن قانون الدولة الجديدة سيضع الأطر والمحددات للمؤسسات المختلفة.
وكشف بنجامين عن تشكيل لجنة وزارية تتفرع منها لجان تضم القوى السياسية الجنوبية ومنظمات المجتمع المدني تحضيرا للاحتفالات، وتوقع أن تكون ضخمة تشارك فيها الدول التي أسهمت في اتفاق السلام الشامل وشهدت التوقيع عليه بنيروبي في التاسع من يناير عام 2005. وقال «التاسع من يوليو هو يوم استقلالنا، وسنحرص على أن تشاركنا دول كثيرة في ذلك اليوم، ولذا شكلنا لجنة عليا منذ وقت مبكر تحضيرا لذلك اليوم». وأضاف أن واشنطن لم تخطرهم حتى الآن إن كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيشارك في احتفال إعلان الدولة الجديدة أم لا، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من دول العالم والجوار الأفريقي أبدى رغبته في فتح سفاراته، رافضا ذكر أسماء هذه الدول، لكنه قال «الرئيس البشير كان أول من طلب فتح سفارة في جوبا.. ومع ذلك هناك أيضا دول كثيرة أبدت الرغبة في أنها تريد أن تكون الأولى في فتح سفارة في الجنوب».
من جهة أخرى، حذر رئيس الحركة الشعبية في جنوب كردفان ونائب الوالي فيها عبد العزيز آدم الحلو، من الحشود العسكرية التي اتهم الخرطوم بأنها ترسلها إلى الولاية. وقال في الجلسة الافتتاحية لأعمال دورة الانعقاد الثالثة لمجلس حكماء الولاية أمس في كادوقلي «واضح أن المركز يستعد للحرب، ونحن لا نريد أن تصبح الولاية مسرحا لحرب جديدة»، مشيرا إلى أن المواطنين لم يشعروا بالسلام بسبب الانتشار الكثيف للجيش السوداني والدفاع الشعبي في المنطقة، مؤكدا التزام حركته بالعملية السلمية. وأضاف أن المنطقة تمر بمرحلة حساسة من تاريخها تستدعي من جميع الأطراف تحمل مسؤولياتهم، معتبرا أن سياسات الخرطوم السابقة هي التي قادت إلى انفصال الجنوب وتقسيم السودان إلى دولتين، إلى جانب حالة التشرذم التي يمكن أن يشهدها السودان في المستقبل القريب إن لم يحدث تغيير في سياسات المركز، مشددا على ضرورة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل. وقال إن «المؤتمر الوطني» لم يبذل جهدا في تنفيذ اتفاق السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
من جانبه، قال رئيس «المؤتمر الوطني» في الولاية أحمد محمد هارون، إن واقع السودان يطرح الأسئلة من دون أن يقدم إجابات. وأضاف أن ولاية جنوب كردفان ستصبح أكثر تأثيرا في تداعيات الأحداث بين الدولتين (جنوب وشمال السودان) مستقبلا في حال نشوب حرب بينهما