كانت الأخبار والموضوعات الرئيسية في الصحف المصرية الصادرة امس عن استمرار الصحف في تغطية أنباء ثورة أشقائنا الليبيين ضد نظام القذافي والمذابح التي يقيمها لهم، وقد أراد زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب أن يمدنا بمعلومات أخرى عن القذافي فقال - وهو المسؤول عن معلوماته: 'ردا على استفسارات: الأسماء التي غيرها القذافي رسمياً للشهور الميلادية من يناير إلى ديسمبر هي بالترتيب: ابن النار - النوار - المريخ - الطير - شهرمان - الصيف - ناصر - الفم - الفاتح - التمور - الحرب - الكانون، وقيل ان ثورة الليبيين عليه لم تسعفه لاتمام الانجاز الأكبر وهو تغيير أيام الاسبوع الى: سبوت - حدوت - تنتع - تلتع - بربع - خاموصة - جعموصة'. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:
حقائق مرعبة حول الفساد وسرقات ابناء الرئيس واقاربهم
ونبدأ تغطيتنا الداخلية من قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بالتحفظ على أموال وممتلكات الرئيس السابق وزوجته السيدة سوزان، وابنيه جمال وعلاء وزوجتيهما وأبنائهما في مصر ومنع مغادرتهم لها وكذلك تحقيق جهاز الكسب غير المشروع في الخامس من الشهر الحالي معهم، ونشر المزيد عن قصص الفساد واستغلال النفوذ لبعض أشقاء السيدة سوزان، مما أشعل موجة جديدة من الغضب والجنون بين الناس على حجم الأموال المسروقة والتي تم تهريبها إلى الخارج، على الرغم من أن التحقيقات لم تحدد حجمها حتى الآن، لدرجة أن 'الأهرام' قالت في تحقيق لها لزملائنا محمد دنيا واسماعيل جمعة وسامح لاشين 'كشف السجل التجاري بمصلحة الشركات عن أن شركتي 'سوديك'، السادس من أكتوبر للتنمية العقارية و'بيفرلي هيلز' مملوكتان لعلاء مبارك وصهره مجدي راسخ، وخاله منير ثابت وآخرين، وتعمل الشركتان في مجال بناء القصور والفيللات الفارهة وملاعب الغولف في المدن الجديدة وكانت أرض مشروع 'بيفرلي هيلز' مخصصة للإسكان الشعبي، إلا أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان سحب الأراضي من الأهالي وسلمها إلى مجدي راسخ'.
كما قالوا في تحقيق آخر بنفس العدد: 'لم نكن نتخيل للحظة واحدة أن يكون حجم الفساد في مصر بهذه التفاصيل المخيفة، فأبطال هذه الجرائم هم رجال عاشوا في ظل الرئيس السابق حسني مبارك بينهم من تربطهم به علاقات مصاهرة ومنهم من له علاقات صداقة سهلت لرؤوس الفساد العبث بثروات مصر، إلا أنه حان الوقت الذي يتساقط فيه الفاسدون كأوراق الشجر في فصل الخريف وسواء كان هذا الفساد بعلم الرئيس السابق أو دون علمه، فالنتيجة واحدة وهي نهب أموال الشعب الورقة الأولى، التي حان ميعاد سقوطها هو اللواء منير صالح ثابت ذلك الرجل الذي لم تجرؤ الأقلام الصحافية قبل هذه الأيام من المرحلة التاريخية التي تمر بها مصر على مجرد ذكر اسمه لكونه شقيق سيدة مصر الأولى سوزان مبارك أو 'سوزان صالح ثابت'.
هذا الرجل الذي عاش في ظل الرئيس طيلة فترة حكمه استطاع أن يكون إمبراطورية لا يستهان بها في عالم رجال الأعمال ولم تكن نجاحاته لمجرد أنه رجل أعمال بدأ من الصفر وإنما لاستفادته المباشرة من كونه صهر الرئيس'.
المجلس العسكري اوقف
سفر جمال وسوزان في المطار
كما انفردت 'الجمهورية' امس بنشر خبر لزميلنا عبد الناصر أبو الفضل عن احباط الجيش محاولة للسيدة سوزان وجمال السفر للخارج من شرم الشيخ ونصه هو: 'إن سلطات المطار فوجئت بوصول سوزان وجمال مبارك بدون إخطار مسبق للسفر على طائرة خاصة دون تحديد الجهة، إلا أنه تمت إعاقة الطائرة عن الإقلاع، للحصول على تصريح من السلطات المختصة التي رفضت سفرهما وتم إبلاغهما وعادا الى محل إقامتهما في شرم الشيخ، وأن تعليمات مشددة من السلطات المصرية صدرت بعدم السماح بإقلاع أي طائرات خاصة من شرم الشيخ سواء إلى مدن داخلية أو خارجية إلا بتصريح مسبق وموافقة صريحة منها، وأكدت المصادر وجود الرئيس السابق في مقر إقامته بشرم الشيخ وعدم مغادرته إلى الخارج رغم نشر بعض الصحف أنباء وصوله إلى مدينة تبوك بالسعودية.
جاء منع طائرة سوزان وجمال من الإقلاع قبل إصدار النائب العام أمس قرارا بمنع مبارك وأفراد أسرته من السفر إلى خارج البلاد لحين التحقيق في بلاغات عديدة بتهمة الفساد'.
ولا نستطيع أن نجزم ان كانت هناك علاقة بين محاولة السفر للخارج وصدور قرار منعهما من المغادرة، بل لا نستطيع أيضا أن نجزم ان كان الخبر صحيحا أم لا، فإذا لم يصدر تكذيب له، فإنه يكون صحيحا، ولكن لماذا لم يكن علاء معهما؟!
المعتصمون يصرون على اقالة
رئيس الحكومة ووزير الخارجية
ونشرت الصحف عن لقاء عدد من شباب ائتلاف الثورة مع عدد من أعضاء المجلس العسكري وتوجه قائد المنطقة المركزية اللواء أركان حرب حسن الرويني إلى ميدان التحرير ومقابلة المعتصمين هناك، واستمرار المطالبة بإقالة كل من رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والعدل والخارجية، وهو أحمد أبو الغيط الذي لم يرافق وزيرخارجية استراليا في زيارته لميدان التحرير، ولا اعرف سببا لذلك، على الرغم من شعبيته الكاسحة بين المتظاهرين، وتقدم عدد من العاملين في الجهاز المركزي للمحاسبات بطلب لإقالة رئيسه الدكتور جودت الملط، واتهامه بأنه أوقف تحقيقات حول وقائع فساد، ومنع إرسال التقارير، وإلغاء عقد الشركة المصرية - الكويتية، والذي منحها ستة وعشرين ألف فدان في العياط، ومطالبات بإلغاء عقد الأمير الوليد بن طلال في توشكى والخاص بتمليكه مائة وعشرين ألف فدان، وفي الحقيقة لا أعرف لماذا لا يبادر الأمير من تلقاء نفسه هو ورجال الأعمال العرب الآخرون الذين خصص لهم النظام السابق مساحات مشروع توشكى بالتراجع والمطالبة بما دفعوه وانفقوه، أو التنازل عنها بدافع الأخوة وعروبتنا حماها الله، كما تواصلت المطالبات بحل الحزب الوطني الذي لا يزال مبارك رئيسا له، وحل المجالس وإقالة المحافظين وجهاز مباحث أمن الدولة حتى لا يفسدوا الثورة، ولهذا كان اسم زميلنا الرسام المبدع بـ'الوفد' عمرو عكاشة أمس، عن ثمرة ترمز لثورة 25 يناير، وفيها ثلاث ديدان تنخرها وهي أمن الدولة والمجالس المحلية والحزب الوطني، ومظاهرة لأهالي الأقصر ابتهاجا بقرار وزير الداخلية إلغاء نقل مدير الأمن اللواء محمد صلاح الدين زايد لتمسكهم به، وإصدار المحاكم العسكرية أحكاما أخرى رادعة ضد عدد من البلطجية واللصوص والذين استولوا على الشقق وتحدوا قرار حظر التجول بعد الساعة الثانية عشرة مساء.
كيف اوهم مبارك شعبه انه رئيس زاهد
والى توالي ردود الأفعال على الرئيس السابق، حيث شن زميلنا بـ'المصري اليوم' محمود الكردوسي أحد مساعدي رئيس التحرير، يوم الاثنين هجوما هو الأول من نوعه ضد مبارك، جاء فيه: 'لسنوات طويلة ظل المصريون يعتقدون أن رئيسهم الثالث - محمد حسني مبارك - رجل زاهد في الحكم: فيما بعد، وصفه الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بأنه 'موظف بدرجة رئيس جمهورية' ثم تبين أن أقصى طموح لهذا الرجل، قبل أن يجلس على مقعد 'الرئيس' أن يعين سفيرا لمصر في لندن 'العاصمة الحقيقية لزوجة جحا وولي عهد غباواته'، وفي سنوات حكمه الأولى، استبشر المصريون خيرا عندما أفرج مبارك عن المعتقلين السياسيين، وتحدث كثيرا عن نيته الاكتفاء بفترتين رئاسيتين، وعن انحيازه للفقراء وتعهده بتحقيق العدالة الاجتماعية. الرئيس أصبح في أرذل العمر: جفت كل منابع شهوته 'إلا شهوة الحكم'، وذبلت كل رغباته 'إلا رغبة البقاء على مقعد الحكم ما بقي في القلب نبض' ومن ثم لم يعد لديه سوى 'دولاب الهدوم'. الرئيس مبارك، هذا الطاغية الذي بدأ واعدا، منحازا، انتهى به المطاف معتقلا في 'بدلة' هي الأولى - ربما - من نوعها: بدلة 'مقلمة' تبدو من البعد عادية، لكنك ما أن تقترب من قماشها بعدسة مكبرة حتى تكتشف أن كل 'قلم' أو 'خط' هو في الحقيقة كتابة لحروف اسم 'حسني مبارك' بالانكليزية، وبطريقة تشبه الكتابة اليابانية 'أي من أعلى إلى أسفل'، والأكثر تحدياً وعنادا أنها ليست كتابة بارزة أو محاكة على سطح القماش، بل مطبوخة في نسيجه، وبحيث لا يقطع انتظامها أو استقامتها فتحة جيب أو كشكشة عروة أو التقاء قطعتين.
من الذي أوحى لمبارك بهذه الفكرة 'وهي ليست سيئة بالقياس إلى طموحه'؟ أي شيطان من حاشيته، ذلك الذي أوهمه بأن 'خطوط البدلة' يمكن أن تداري ترهل نظامه الذي يشبه تماماً ترهل جلده؟ أي شيطان خدع هذا الطاغية مستغلاً نفسه الأمارة بالنهب والقمع والظلم، وتعلقه المرضي بالدنيا؟ من في بطانة السوء قال لولي نعمته: اصبغ شعرك، واكتب اسمك على قماش البدلة لتطيل بقاءك، ويخلو لك وجه الدنيا؟ ألم يكن بين هذه البطانة من يذكره بأن الفرق بين بدلة الطيار وبدلة البهلوان تلك، هو فرق الحياة من الموت؟
أقول لمبارك بالأصالة عن كل من جاع وظلم وعذب وتعرى: أنت الآن في عاصمة فسادك، محشور بين 'شرمك' وشيخك مختبىء وراء خطوط بدلتك، هذه الخطوط التي كانت دليل أبهة، فإذا هي قضبان سجن، أقولها لك من نقطة دم في بحر ميدان التحرير: استمتع بعبوديتك لـ'حق' ليس لك فيه سوى 'خط البدلة'، اصبغ وتجمل وأكذب على نفسك كما تشاء، فلا أحد يراك، لا أحد يريد أن يراك بعد الآن، لأنك أنت وبدلتك وشياطين حاشيتك، زائلون'.
شكرا مبارك ع الفساد
اللي نهش في لحمنا
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ ما هذه النوعية من الكلام الذي أقرأه لأول مرة؟ ومثله قصيدة عنوانها - يا مبارك - نشرتها 'الاسبوع' للدكتورة عبادة شيرين، كانت أبياتها غريبة مثل: شكرا مبارك ع الفساد اللي نهش في لحمنا
وتقول شفافية وكلام ورم نفوخنا وودننا
وحاشية من حبة لصوص باعوا وطنا وأرضنا
يطلعونا معاش مبكر وأنت تحكم ميت سنة
ليه يا مبارك
سرطان مدمر ربعنا والباقي أمراضه مزمنة
وعشان علاجك بتصرف يلففوك هنا وهنا
وأما هتاخده تكتشف انه هوا عبوه لنا
شكرا مبارك
خليتنا نكره بعضنا، وهلال وصليب فرقتنا.
ما هذه الأبيات غير المفهومة؟ على العموم، لا شكر على واجب.
حزب الوسط يحصل
على الشرعية ويشارك فيه اقباط
وإلى إخواننا في التيار الإسلامي، ومعاركهم، ونبدأ مع صديقنا المهندس أبو العلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط الذي حصل حزبه على الشرعية بالحكم القضائي من أيام، بعد خمس عشرة سنة من الرفض والتقدم بطلب جديد، والرفض، وهكذا دواليك وقد نشرت له مجلة 'المصور' حديثا أجراه معه زميلنا محمد حبيب - كان أبرز ما جاء فيه عن حزبه: 'رغم أن مشروعنا مرجعيته إسلامية إلا أنه يخاطب المصريين جميعاً ويفتح قماشة المشاركة فيها بشكل موسع، فبرنامجنا مدني يقبله الجميع، لذا فالحزب يضم أقباطا، فمن بين الهيئة العليا للحزب معنا شخصيتان قبطيتان هما د.عادل أبادير رئيس قسم الرياضيات في جامعة دمياط ود. فؤاد جورج مدير مستشفى في بورسعيد بالإضافة الى أعضاء كثيرين من الأقباط منضمين للحزب في المحافظات.
ورفيق حبيب خرج عن حزب الوسط.
ـ لخلاف في وجهات النظر السياسية والفكر شعر د. رفيق بأن الإخوان أقرب لفكره لذا انضم لهم.
- من حق الأقباط الترشيح لجميع المناصب بما فيها رئاسة الدولة وهو حق أيضا للمرأة لتولي كل المناصب بما فيها القضاء ورئاسة الدولة.
- نحن حزب مدني والأقباط يستطيع أي شخص أن ينضم له دون شعور بالتمييز والاضطهاد بالعكس نعبر عنه تعبيرا كاملا.
- محاولات أقباط لإنشاء أحزاب ذات مرجعية مسيحية.
- هذا حقهم وأنا موافق على ذلك، لكن نشأة حزب على أساس مسيحي ليست مجدية فأنا لي صديق انجليزي مسلم قام بتأسيس حزب إسلامي في بريطانيا لكنه لم يحصل على أية مقاعد في مجلس العموم ومات الحزب، وكذا إذا نشأ حزب له مرجعية مسيحية أعتقد أنه لن يستطيع الوصول إلى الحكم لأنه لا توجد أغلبية قبطية في مصر'.
هذا ومن المعروف أن أبو العلا ماضي كان من الإخوان المسلمين، ومعه صديقنا المحامي عصام سلطان زوج ابنة مرشد الإخوان الاسبق المستشار محمد المأمون الهضيبي.
مطالب بعودة شيخ الازهر
الى بلدته لينضم للفراعنة
وأما بالنسبة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فقد تعرض لعدة هجمات ساخرة وعنيفة بسبب بيانه ضد القذافي، لدرجة أن زميلنا في 'الشروق' عماد الدين حسين، أحد مديري تحريرها طالبه يوم الاثنين بالاستقالة والعودة الى بلدته القرنة ليكون بجوار تماثيل أجدادنا الفراعنة، إذ قال وقد عجز عن السيطرة على أعصابه، وله الحق، ولو كنت مكانه لكنت في مثل حالته رغم حكمة الشيوخ التي أتمتع بها: 'الكثيرون اختلفوا مع الشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي، وأنه كان عصبياً ويفتي بما يرضي السلطان الذي هو حسني مبارك، هؤلاء تفاءلوا بأن الطيب سيكون أفضل، مساء الخميس العاشر من فبراير الماضي وقبل ساعات من تنحي حسني مبارك من رئاسة الجمهورية أصدر الطيب فتوى استغربها الجميع مفادها أن التظاهر غير شرعي والخروج على طاعة الحاكم الذي هو حسني مبارك حرام، كدنا ننسى الأمر لولا أن الطيب عاد يوم السبت الماضي ليخرج علينا بدعوة كل المسؤولين وضباط الجيش الليبي لعدم طاعة القذافي في إراقة دماء الشعب، وقال الطيب في كلمته ان النظام الليبي فقد كل شرعية بعد أن استحل الدماء التي حرمها الله مطالبا العالم أجمع بأن يهب لنصرة الشعب الليبي، بعد هذا الكلام، كيف لي ولغيري أن يثق في كلمات هذا الشيخ؟! ما هو الفارق بين مبارك والقذافي؟! النظامان ارتكبا نفس الجرائم، قتل الشعب وسرقته وقمعه والفساد المنظم؟
يا فضيلة الشيخ: من موقع شخص كان يحبك أتمنى أن تخرج إلى كل المصريين وتقول لهم إنك اخطأت وإنك كنت مضطرا، لو كنت مكانك يا فضيلة الشيخ لقدمت استقالتي وذهبت لأعيش في القرنة بالبر الغربي من الأقصر، هناك حيث مسقط رأسك، تستطيع من شرفة منزلك أن ترى مقابر الحكام الفراعنة، ويمكن أن تتأمل وقائع التاريخ، وتقرأ عن علاقة الحكام بالكهنة خصوصا كهنة معبد آمون، هؤلاء الكهنة قاموا بتأليه الفراعنة وإقناع الشعب المسكين بكثير من الأساطير والخرافات، لكن قليلا من الكهنة حتى في تلك الأيام الغابرة تمكن من الخروج من هذه الدائرة الجهنمية وترك لنا آثارا تفضح بطش هؤلاء الحكام'.
سخرية من فتوى
شيخ الازهر حول ليبيا
ويبدو أن شيخ الأزهر بركته ورزقه واسع، لأنه في نفس اليوم - الاثنين - مدحه زميلنا في 'الوفد' وعضو الهيئة العليا للحزب محمد شردي بقوله: 'شيخ الأزهر أكد أنه بحكم مسؤوليته الشرعية والقومية والإنسانية يدعو كل المسؤولين والجنود في ليبيا لرفض طاعة القذافي والنظام في إراقة دماء الشعب الليبي واستحلال حرماته. وأضاف أن كل من يشارك يصبح شريكا للنظام في الجرم، ويؤخذون به في الدنيا والآخرة. يا سلام يا شيخ الأزهر، أين كانت مسؤوليتك الشرعية ونحن نسرق وننهب من قبل النظام؟ أين كانت هذه المسؤولية وهم يزورون ويفسدون؟ وأين كانت قوميتك وإنسانيتك وأبناء مصر يقتلون في بلد ساد فيه الظلم وغاب العدل وضاعت الحريات والحقوق؟ أين تعاليم الإسلام في كل ما حدث؟
كان شيخ الأزهر وكل الشيوخ الكبار جزءاً من النظام السابق الفاسد، لم يجرؤ أحد منهم على مواجهة مبارك أو قيادات الحزب الوطني أو جمال ابنه، والسبب انهم جلسوا على مقاعدهم بقرار تعيين وكانوا يشعرون ويعلمون أن الذي يصدر قرار تعيين يستطيع أيضا إصدار قرار الاستغناء عن الخدمة.
عاشوا سنوات وهم صامتون، ثم يقرر شيخ الأزهر الآن أن يخرج ليهاجم القذافي'.
معارك المشايخ فيها الكثير من المواعظ والمسليات
لا، لا، هذا ظلم بيّن لشيخ الأزهر، لقد نسي شردي شيئاً هاماً، وهو انه كان وهو رئيس لجامعة عضوا في المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم، وقتها، وعندما صدر قرار تعيينه شيخاً للأزهر لم يقدم استقالته من الحزب، إلا بعد مدة - بحجة أن الرئيس مبارك، رئيس الحزب - كان وقتها في المانيا يجري عملية جراحية في القولون، وهو الذي يجب أن يوافق على الاستقالة.
ولأن معارك المشايخ عموما فيها الكثير من المواعظ والمسليات، فقد طلب القراء ان نزيدهم منها، وبناء على طلبهم، نشير إلى الحديث الذي نشرته 'الجمهورية' في نفس اليوم مع الشيخ محمد حسان، أجراه معه زميلنا محمد عبد الجليل وربيع عبد الغفار، أعطى فيه عددا من المواعظ عن الثورة والسلفيين، قال: 'ما حدث خلال الآونة الأخيرة من تغير جذري وتغيير حقيقي لا ينكره أي متابع أو أي أحد، فالآن تهب علينا رياح جديدة وان لم نلتقط هذه الرياح ونوجهها التوجيه الصحيح الذي يصلح به ديننا ودنيانا، فلن تكون لنا كلمة مؤثرة، وسنرى من ليس مؤهلا بكتاب ولا سنة متقدما وربما في هذه الحالة تمر علينا مرحلة أخطر بكثير جدا من المرحلة التي كنا فيها، والمرحلة القادمة بفضل الله عز وجل سيتاح لأي أحد بضوابط قليلة الترشح لمختلف المواقع السياسية وصناعة القرار، وهذا دورنا أهل السنة والجماعة ودور أهل الفضل لأن يرشحوا أولئك الذين ينصرون الكتاب والسنة ولا أقول يطالبون بل يفعلون المادة الثانية من الدستور، ألا وهي دين الدولة هو الإسلام والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، نريد وبشدة تطهير النفوس من النفاق والكذب والغش والتزوير والرشاوي والظلم، وعلينا أن نبني أنفسنا أبدأ بنفسي ونفسك وعلينا أن نستثمر هذه الآلام التي عشناها ونعيشها ونجني منها الآمال، فمصر ملك لأهلها وعلى الجميع أن يمد يده لينهض بهذا البلد، وأخاطف الشرفاء في كل أجهزة الدولة التخلي عن كل الفكر القديم الذي كان يحكم أداءهم، أما الرموز فيجب أن يتغيروا بشخوصهم وفكرهم وعلينا البدء بمرحلة جديدة لا مكان فيها لتصفية الحسابات بداية نقصد بها وجه الله تعالى ثم البلد وأوجه كلامي لكل من يحب هذا البلد 'كن ايجابيا ولا تكن مخذولا فلا تخذل غيرك وعليك التحرك لنصرة هذا البلد وأنت صادق النية، وأناشد الجيش المصري أو رجال القوات المسلحة أن يعجلوا بالإصلاح ونحن نثق فيهم ثقة كاملة حتى لا يتسرب التشكك الى نفوس شبابنا'.
ولع المشايخ بالظهور على الفضائيات
ولم يكن الشيخ حسان المسكين يدري أن زميلنا في 'المصري اليوم' علاء الغطريفي، ما أن سمع كلمات النفاق والكذب والغش حتى صاح ساخرا بعد ثانية واحدة قائلا: 'اتصل بي شقيق محمد حسان يطلب مساعدتي لتمكين الشيخ من الظهور في أهم برنامج 'توك شو' مصري بعد اندلاع ثورة يناير وألح عليَّ في الطلب كثيرا بتهافت كنت أظن أن العلماء يترفعون عنه وبعيدون عنه كل البعد.
ولكن خاب ظني من رغبة الظهور التي طغت على كل شيء، وفي ظل قناعتي بأن رجل الدين يجب ألا يتدخل في السياسة بخير أو شر، انتهى الأمر دون تحقيق رغبة الظهور التي أحسبها 'غريزة' ووجد الشيخ ضالته في فضائيات أخرى ومنها فضائية ترتبط ارتباطا وثيقا بأمن الدولة والحزب الحاكم وأرغى الشيخ وأزبد وهاج مع حشرجة وصوت مذبوح في حديث عن السياسة ذكر فيه كلمات بدت لسامعيها تثبيطا لعزم المتظاهرين في ميدان التحرير وبلهجة أبوية فوقية أخذ يبالغ في دور الفضائيات الدينية متحسرا على غيابها قائلا: 'لو كانت القنوات الدينية موجودة لخاطبت هؤلاء الشباب ليبينوا لهم الحكم الشرعي' وبدا الشيخ كأنه ورقة أخيرة يلقي بها السلطان لإجهاض الثورة وتأليب المواطنين عليها ما سبق تذكرة لعلها تنفع المؤمنين العقلاء، لابد أن نضعها في إطار التفسير والتمحيص عند قراءة مشهد مسجد النور الذي دخل إليه الشيخ في حراسة وخرج في حراسة بل اضطرت إدارة المسجد إلى ثقب المنبر لإخراجه من وسط الجموع.
الشيخ 'حسان' كان يتضرع للرئيس لكي يعيد فضائية الرحمة وامتلأت الصحف بمناشداته مؤكدا فيها دائما على أنهم لا يتحدثون في السياسة وليسوا مسؤولين عن احتقان طائفي هنا أو هناك ولكن تغير الحال.
يصنع حسان مع آخرين ومنهم عمرو خالد جسرا لمصالحهم على حساب دماء الشهداء بانتهازية تعكسها تحركات هنا وهناك ترى فيها السياسة تلبس رداء الدين.
حسان كان يكرر كلمات الرئيس المخلوع عند نصحه للمتظاهرين فقال 'لقد سمى الرئيس الشباب بالشرفاء فلا تلوثوا ما قمتم به لا للتخريب لا للتحريق'.
الشعب يصر على اقالة
ابو الغيط ووزير العدل
وإلى حكومة أحمد شفيق التي رغم ما أدخله عليها من تعديلات، لا يزال الشعب يطالب بإقالته هو والوزراء الذين كانوا من العهد السابق، مثل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير العدل المستشار ممدوح مرعي، لأنهم يعتبرونهم استمرارا للنظام السابق، بل وبدأ الوزراء الجدد من المعارضة يتعرضون للانتقادات لقبولهم المناصب.
وقد قام زميلنا بـ'الجمهورية' محمد فتح الله يوم السبت بالسخرية من هكذا حكومة بقوله عنها: '- ظالم ومفتري من يدعي بوجود فراغ أمني في الشارع المصري، سائقو الميكروباص قاموا بالدور على أكمل وجه، فاحتلوا الطرق واستولوا على الشوارع، وتحكموا في الركاب، فلماذا لا يعين وزير للميكروباص في حكومة الشرفيس المؤقتة. لأول مرة سمعنا التشكيل الوزاري لحكومة د. شفيق الثانية على الهواء مباشرة، وفي بث هوائي فوري بعد أن كان من الأسرار الحربية وتجري مشاوراته داخل مغارة علي بابا أو قلعة صلاح الدين، وحتى تكتمل الشفافية في صنع القرار، لماذا لا يسمح د. أحمد شفيق ببث اجتماعات مجلس الوزراء على الهواء مباشرة أسوة بمجلسي الشعب والشورى، ولا لسه خايفين من حاجة'.
وزير العدل عطل احكاما
قضائية لمصلحة النظام
أما زميلنا محمد رضوان أحد مديري تحرير 'المصري اليوم' فكان مندهشا من إصرار رئيس الوزراء على الاحتفاظ بوزير العدل المستشار ممدوح مرعي في منصبه، على الرغم من مطالبة الشعب بإقالته، ولأنه كان يلعب دورا رئيسيا في نظام مبارك، وتعطيل تنفيذ أحكام قضائية، وقال رضوان: 'بالرغم من أن منصب وزير العدل يقتضي أن يحترم شاغله القانون، وأحكام القضاء، فان ممدوح مرعي لم ينفذ أحكاما قضائية نهائية، وصحيحة، صدرت لصالح مواطنين، طالما طالبوه بتنفيذها على سلالم وزارة العدل، وأمام مجلس الشعب، وكان من بينهم مجموعة الخمسة وأربعين، وضرب مرعي بتلك الأحكام عرض الحائط، وأصر على الاستهانة بها والاستهانة بالمحاكم القضائية التي أصدرتها، كان يقال قبل 25 يناير أن هناك أركانا أربعة لتوريث الحكم لجمال مبارك، حبيب العادلي وزكريا عزمي وفتحي سرور وممدوح مرعي، الأول رهن المحاكمة، والثاني والثالث سيأتيان حتما، والرابع في الوزارة!، لماذا؟ ألا تجدون بديلا، وأمامكم الآلاف من رجال القضاء الصالحين فورا لتولي وزارة العدل، وتنفيذ سياسات استقلال القضاء؟ أم أن ثمة أمرا يدبر ويستلزم بقاء مرعي حتى يتم استكماله، خاصة أن الجميع يتحدث عن بحر الفساد الذي لم يتم المساس به حتى الآن، وعن الفاسدين الحقيقيين الذين ما زالوا خارج قفص الاتهام'.
انتظروا المؤتمر العام للحزب داخل الزنازين
وفي الحقيقة لم يكن هناك مبرر لعصبية كل من محمد فتح الله ومحمد رضوان، لأن زميلنا متعدد القدرات والساخر جلال عامر، عالج مشكلة الحكومة بطريقة مفهومة، إذ قال: 'مصر تعيش حالة مخاض، فلا تبيعوا مستشفيات الولادة، وانتظروا المؤتمر العام للحزب داخل الزنازين، وهذا تغيير على طريقة، شفيق يا راجل، اركب دقن، وأروح لابوها، ومثل طائر اللاوندي الذي يغني، حط عيشه على أم الخير، وهي عادة مصرية قديمة من أيام تقارير الملط، واعتقالات العريان، والمتغطي بالحزب فسدان، يتزنق الرئس غير رئيس الوزراء يتزنق رئيس الوزراء يغير الوزير، يتزنق الوزير يدخل الحمام، ووجهة نظري أن نعدل أربع مواد، ونغير ثلاثة وزراء ونؤجل باقي المطالب'.
وشفيق يا راجل، إشارة للعبارة التي كان يقولها الفنان محمد نجم في مسرحية 'عش المجانين'.
اغلب رموز مبارك ما زالوا في السلطة
وبالفعل كاد زميلنا بمجلة 'الإذاعة والتليفزيون' وأحد مديري تحريرها فارس خضر أن يقع في هذا العش ليكون مثل أصحابه وهو يرى أحمد شفيق مستمرا في منصبه، فقال عنه: 'إذا كانت الشرعية الثورية لم تخلع حتى الآن الفريق أحمد من كرسيه الملطخ بدماء الشهداء، فهل يعقل أن يسقط النظام السياسي ذبيحا غير مأسوف عليه بينما رموز المرحلة غير المباركة لا يزالون باركين على صدورنا، ما معنى أن يظل في السلطة وزراء ومسؤولون أقل ما يمكن أن يوصفوا به انهم فاسدون، النظام السابق وهو يتهاوى أشعل النار في شخصيتين بارزتين، الأولى عمر سليمان الذي توارى إلى الظلال، فيما بقي أحمد شفيق، الشخصية الثانية يحكم مجلس الوزراء والنار مشتعلة في قميصه، وكان ممكنا أن يتجاوز كل هذا اللغط ويتفضل بتقديم استقالته بدلا من عمليات الترقيع التي تجرى كل يوم وذلك لسبب وجيه، هو أن النظام السياسي الذي جاء به لم يعد موجودا أصلا، لكنه بقي في مكانه، وبقيت شكوكنا وستظل إلى أن يرحل'.
'الجمهورية': لا نريد رئيس الحكومة
واتسعت دائرة الهجوم والشكوك، وقال عنها يوم الأحد زميلنا وصديقنا بـ'الجمهورية' محمد العزبي: 'مع قبول عامة المشاهدين لأحاديث رئيس الحكومة في التليفزيون، فإن ميدان التحرير مركز الثورة يصر على إسقاطه، ربما لأنه من اختيار النظام السابق.
ثم تأتي حكاية اتصاله اليومي بشرم الشيخ كما قال 'هيكل'، والرجل لا ينكر موقفه من حسني مبارك، ويردد دائما أنه استاذه، ويقولون صديقه أيضاً.
بقيت مسامير النظام الذي تهاوى في شخص وزير الخارجية 'أحمد أبو الغيط' وتواصل بعض الصحف الهجوم عليه، وينضم إليها الصحافيون الذين كانوا يدافعون عنه ويكيلون الثناء ويتناولون معه العشاء في 'كشري أبو طارق' يثير اسمه الغضب وعلامات استفهام لوجوده على الدوام.
يأتي وزير العدل 'ممدوح مرعي' الذي لا تغفر له مناصبه الدستورية امام اتهامه بالإشراف على تزوير الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتدخله الخشن في أعمال القضاء.
وإذا كان وزير البيئة 'ماجد جورج' لم يلفت أنظار الغاضبين بعد، فيبدو أن الوزيرة فايزة أبو النجا هي التي أفلتت من لعنة حكومة 'أحمد'!'.
انتقاد المعارضين الذين قبلوا المناصب
أما الطبيب والأديب الكبير وعضو الجمعية الوطنية للتغيير علاء الأسواني فقد وجه نقدا للمعارضين الذين قبلوا مناصب في الوزارة، وقال يوم الأحد ايضا في حديث نشرته 'الجمهورية' وأجراه معه زميلنا خيري حسن: 'كنت أتوقع منه أن يقدم استقالته وهذا منطق الأشياء، لأنني كنت رئيس وزراء في نظام وخلع، معنى ذلك أن الخلفية القانونية والفكرية لهذا النظام مرفوضة من الشعب المصري، لذلك أنا أربأ بنفسي أن أكون مرفوضا من الشعب المصري، وللأسف لم يقدم استقالته.
- الوزراء الجدد، أنا حقيقي عاتب عليهم لأن د. يحيى الجمل والسيد منير فخري عبدالنور وأنا أعرفهم معرفة شخصية وهما صديقان ود. جودة عبد الخالق من الوعي السياسي ويعلمون أنهم بدخولهم الوزارة دعموا حكومة غير شرعية، وفي الوقت الذي وافقوا هم رفض غيرهم.
- د. محمد غنيم عرض عليه وزارة التعليم ورفض ود. محمد أبو الغار عرض عليه وزارة الصحة ورفض وكمال أبو عيطة عرض عليه القوى العاملة ورفض وأبلغوا د. أحمد شفيق بطريقة غير مباشرة أن هذه الحكومة تنتمي إلى نظام مبارك ويجب أن تسقط لتأتي حكومة لا علاقة لها بنظام مبارك، ود. يحيى الجمل قال انه ضغط عليه ضغطاً شديدا من السيد أحمد شفيق لقبول الوزارة'.
تعيين رؤساء تحرير للصحف القومية من خارجها
ويوم الاثنين عبر زميلنا وصديقنا بـ'المساء' ورئيس تحريرها السابق، محمد فودة عن عظيم غضبه من صديقنا ونائب رئيس الوزراء واستاذ القانون الدستوري، والمشرف على المجلس الأعلى للصحافة الدكتور يحيى الجمل بسبب تصريحه الذي قال فيه انه من الممكن تعيين رؤساء تحرير للصحف القومية من خارجها، فقال محتجا عليه: 'هذا الإجراء لو حدث سوف يؤدي إلى مشاكل كبيرة وكبيرة جدا وأرجوا أن تعيد النظر في ذلك بكل جدية، لأن العاملين في الصحف القومية عموماً سواء أكانوا صحافيين أو عمالا أو إداريين يرتضون بقيادة أي زميل من بينهم مهما كان الخلاف حوله ويرفضون أي دخيل عليهم من الخارج حتى ولو كان عبقريا، ولا تتصور رد الفعل الغاضب في مؤسسة دار التحرير - على سبيل المثال - عندما فهموا من التصريح أنه يمكن فرض قيادة عليهم في رئاسة المؤسسة، أو في رئاسة تحرير إصداراتها من مؤسسة أخرى، سواء كانت قومية أو خاصة - لأنهم سيعتبرونه قد هبط عليهم بالمظلة، وهذا اتهام ظالم لأكثر من ثمانمائة صحافي تضمهم دار التحرير للطبع والنشر، مؤسسة دار التحرير يا دكتور يحيى مليئة بكفاءات صحافية مميزة، ومميزة جدا'.
نائب رئيس الوزراء ضد الصحافة المؤممة
لكن زميلنا بـ'الأخبار' وإمام الساخرين أحمد رجب أبدى في نفس اليوم إعجابه بجزء آخر من كلام الجمل هو: 'تصريح د. يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء أنه ضد الصحافة المؤممة خبر سار نطالب معه بحسم المشكلة وفك أسر الصحافة المستمر 50 سنة وجعل منا نحن العاملين فيها أولاد الجارية وملطشة الحاكم، ثم اننا نأبى أن توصم الجمهورية الحرة المرتقبة بوصمة الصحافة المؤممة التي هي أبرز سمات الديكتاتورية، وليس صحيحا أنها صحافة قومية بل هي ستكون حزبية بلون الحزب الحاكم فهي صحافة وفدية إذا كان الحاكم مثلا هو حزب الوفد، فان كان الحاكم حزب التجمع فالصحافة المؤممة تصبح كذلك، وإذا كان الحاكم متأسلما طلعت للصحافة لحية وزبيبة'.
القدس العربي
مصر : تجميد أرصدة الرئيس السابق وعائلته بالبورصة
نقل محاكمات وزيري الداخلية والإسكان السابقين وآخرين من وسط القاهرة
في الوقت الذي أكد فيه مصدر مصري مسؤول، تجميد أرصدة الرئيس السابق وعائلته بالبورصة المصرية، بدأت نيابة الإسماعيلية التحقيق في دعوى مقدمة ضد الرئيس السابق، بصفته رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقا في مصر وآخرين. وطالب مقدمها بإخلاء المبنى الذي يحتله الحزب الوطني لكونه مبنى تاريخيا.
وبينما استمرت النيابة في الاستماع إلى أقوال عدد من القيادات الأمنية في إطار التحقيقات حول ملابسات وقائع الاعتداء على المتظاهرين بالرصاص الحي والفراغ الأمني الذي نتج عن انسحاب الشرطة، قرر وزير العدل نقل مقار محاكمات كل من وزيري الداخلية والإسكان السابقين وآخرين إلى محكمة القاهرة الجديدة، خشية تعرضهم لاعتداءات من قبل المواطنين في حال عرضهم على محاكم بوسط القاهرة.
من جانبه، أكد محمد عبد السلام، رئيس مجلس إدارة شركة «مصر المقاصة والحفظ المركزي»، أنه تم بالفعل تجميد الأرصدة والأسهم والسندات التي يمتلكها الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته بالبورصة المصرية، فور صدور قرار النائب العام بهذا الخصوص أول من أمس. كما أكد عبد السلام أنه تم تجميد أرصدة أكثر من 40 شخصية أخرى ممن صدر بحقهم قرارات مماثلة من النائب العام.
وفي سياق مواز، قرر وزير العدل المصري المستشار ممدوح مرعي نقل مقر المحاكمة الجنائية التي ستجري يوم السبت المقبل لوزير الداخلية السابق حبيب العادلي من دار القضاء العالي بوسط القاهرة إلى محكمة القاهرة الجديدة بضاحية التجمع الخامس. كما قرر الوزير نقل محاكمة وزير الإسكان السابق أحمد المغربي، والرئيس السابق لمؤسسة «أخبار اليوم» الصحافية القومية ورجلي الأعمال ياسين منصور ووحيد متولي يوسف (إماراتي الجنسية)، والتي تقرر أن تجري يوم الثلاثاء المقبل، من محكمة شمال القاهرة بالعباسية إلى محكمة القاهرة الجديدة أيضا.
وقال مصدر قضائي رفيع المستوى إن قرار وزير العدل جاء بهذا الشأن، حرصا على سلامة إجراءات المحاكمة وتوفير الإجراءات الأمنية اللازمة لها، وذلك إثر محاولات اعتداء جرت مؤخرا بحق المتهمين، من وزراء سابقين وكبار رجال الأعمال متهمين بالفساد، من جانب مئات المواطنين الذين تصادف وجودهم داخل وخارج مقر المحكمة التي كانت تباشر نظر طلب النائب العام بالتحفظ على أموالهم، حيث ردد المواطنون الهتافات ضدهم، بينما حاول العشرات منهم التعدي عليهم بالضرب والسباب.. غير أن قوات الأمن قامت بحمايتهم وإدخالهم على الفور لسيارات الترحيلات لإعادتهم إلى محبسهم.
وكان النائب العام قد نسب إلى وزير الداخلية السابق تهمتي التربح من أعمال الوظيفة وغسل وتبييض الأموال، بينما تباشر النيابة التحقيق معه حاليا في وقائع القتل والشروع في القتل وإصدار أوامر برمي المتظاهرين بالرصاص الحي والمطاطي أثناء مظاهرات «ثورة 25 يناير» وما تلاها، وكذلك الانفلات الأمني إثر انسحاب القوات الأمنية من الشارع المصري والتي تسببت في وقوع جرائم الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة، وارتكاب جرائم سلب ونهب. في حين نسب إلى المغربي وباقي المتهمين معه تهم التربح وتمكين الغير من منافع مالية والإضرار العمدي بالمال العام.
وأكد المستشار عمر مروان، عضو المكتب الفني والمشرف على الإدارة الجنائية بمحكمة استئناف القاهرة، أنه سيتم منع التصوير بكافة أشكاله (التلفزيوني والفوتوغرافي) والتسجيل الصوتي إعمالا للقرار الصادر من مجلس القضاء الأعلى بهذا الشأن.. بينما سيتم السماح لسائر الصحافيين والإعلاميين بتغطية وقائع وأعمال جلسات المحاكمة.
إلى ذلك، بدأت نيابة أول بالإسماعيلية التحقيق في الدعوى المقدمة من نهاد مسعد، المحامي ضد الرئيس السابق بصفته رئيسا للحزب الوطني، وعبد الجليل الفخراني، محافظ الإسماعيلية بصفته، وأمين الحزب الوطني بالإسماعيلية أكرم الشافعي، لطرد الحزب من المقر الحالي باعتباره مبنى أثريا (مبنى إدارة قناة السويس القديم).. وذلك تنفيذا لقرار وزارة الثقافة سنة 2003 بإخلاء المبنى من شاغليه وضمه بملحقاته إلى الآثار الإسلامية لترميمه والحفاظ على تراثه المعماري الفريد ليكون متحفا لمقتنيات قناة السويس.
الشرق الاوسط