وق ليبيا: إيناس يوسف:.
يعتبر سوق ليبيا من اكبر مستودعات ومراكز توزيع السلع بالعاصمة، وبالتالي فالسوق بات وجهة لاعداد ضخمة من المواطنين والتجار الذين يفدون للسوق من معظم انحاء السودان.. «الصحافة» دلفت الى السوق عبر المدخل الرئيسى الذى وجدناه يضيق بالمارة والباعة المتجولين، اضافة الى كافة مواعين النقل من الحافلات الكبيرة مرورا بالهايس وسيارات الامجاد والركشات. ومن خلال التجول بالسوق وقفت الصحيفة علي حزمة من المشكلات داخل السوق، وابرز ما يلفت نظر الزائر الى السوق انعدام مياه الشرب وتذبذب التيار الكهربائي، اضافة الى اتسام الحراك التجاري بحالة من الركود، اضافة الى حالات التلوث البيئي والسماعي الناجم عن اضطرار التجار الى تشغيل المولدات الصغيرة التى يستخدمونها لمداركة انقطاع التيار الكهربائي، مما يسبب حالة من الاختناقات والازعاج داخل السوق، اضافة الى صور اخرى من المعاناة نتركها لتأتي على السنة المواطنين.
يقول احد اصحاب محلات المفروشات انهم يعانون الامرين بسبب ارتفاع رسوم الجبايات.
وشاهدت «الصحافة» اثرا دامغا يدل على فشل برنامج النظافة ــ ويمضي الرجل قائلاً إن هناك انعدام المياه والكهرباء بالسوق، في وقت بدأت تلوح فيه بوادر فصل الصيف. وناشد الجهات المختصة العمل على خفض الجبايات ومعاملة التجار بطريقة خالية من التعسف عند الجباية، ومراعاة حالة الركود التي يتسم بها السوق في الفترة الاخيرة.
وأثناء حديثي الى صاحب محل المفروشات، قدم احد الشباب وقال: «انا خريج وعاطل، وقررت العمل ومساعدة الأسرة، غير انني وشأن جميع الفراشين نتعرض للكشات، ولا ندري هل تريدنا المحلية ان نضطر للسرقة؟». ومضى الشباب الخريج قائلاً: «إن على المحلية اختيار احد الامرين، وهما اما أن تستوعب الخريجين او تتركهم يأكلون من خشاش الارض»، مضيفا أن المعتمد خاطبهم مؤكدا عدم تعرضهم لأية مضايقات، غير انهم تعرضوا للكشة في اليوم التالي لزيارة المعتمد.
خالد محمد تاجر ثياب قال: «إن مشكلة السوق تتمثل في انعدام المياه». وكشف خالد نمو ظاهرة سرقة السيدات خاصة اللائي يأتين الى المحل في مجموعات، فبينما تكون احداهن مشغولة بالمفاصلة في السعر، تقوم الاخرى بالسرقة. وشكا خالد من تراجع القوة الشرائية بسبب ارتفاع اسعار السلع الرئيسية، مما يجعل الاسر مشغولة اكثر بالسلع ذات الارتباط بالاكل والشرب. وطالب خالد باستدامة الامداد الكهربائي.
اما احمد طه عثمان ــ صاحب محل مصوغات ذهبية، فقد قال إن سوق ليبيا يمثل «30%» من حركة الشراء بمجمل اسواق العاصمة، مشيرا الى ان ارتفاع اسعار الذهب يحدث حالة من الحراك في السوق، لأن معظم النسوة يقمن ببيع مصوغاتهن الذهبية. وقال احمد طه ان النساء بتن ملمات باخبار البورصة وحركة الاسعار. ولا ينسي احمد الحوار الذي دار بالمحل بين سيدتين عندما قالت احداهما للاخري ان عليها الانتظار لحين قفل اسعار الذهب بالبورصة. واشار احمد الى معاناتهم من الاكتظاظ في مدخل موقف بحري المجاور لمحله، اذ يجد الزبائن صعوبة بالغة في الدخول للمحل.
ولما كان الاستماع لممثلة من الجنس اللطيف مهمة، فقد التقت «الصحافة» بالمواطنة ابتهال احمد التي وفدت للسوق بغرض التسوق، فقالت إن هنالك زيادات بالغة في الاسعار، بالرغم من انها كانت قد جاءت الى السوق قبل عشرة ايام، وتبدو الزيادات اكثر وضوحا في العطور والثياب.
أبو ذر خير الله ــ صاحب الرقشة، قال إن شوارع سوق ليبيا تشهد حالة من الاختناق بدءاً من الصباح الباكر وحتي العصر، خاصة في الشارع الذي يربط اول السوق في اقصى الشرق بغربه، واشار ابو ذر إلى ان مشوارا واحدا من اول الشارع لنهايته يصيب المواطن بحالة من الملل لسلحفائية في السير، اما الشارع الواقع الى الشرق من السوق المسمي بـ «شارع دبي»، فقد صارت حركة السير فيه من المستحيلات، بسبب سلوك أصحاب الكارو. ويري أبو ذر أنه لا مفر من أن يكون مدخل السوق اتجاهاً واحداً.
الصحافة